الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون

                                                                                                                                                                                                                                      42 - ونزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين: لو كان عرضا هو ما عرض لك من منافع الدنيا، يقال: الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر، أي: لو كان ما دعوا إليه مغنما قريبا سهل المأخذ وسفرا قاصدا وسطا مقاربا، والقاصد والقصد: المعتدل، لاتبعوك لوافقوك في الخروج ولكن بعدت عليهم الشقة المسافة الشاطة الشاقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم من دلائل النبوة; لأنه أخبر بما سيكون بعد القفول، فقالوا كما أخبر. و "بالله" متعلق بـ "سيحلفون"، أو هو من جملة كلامهم، والقول مراد في الوجهين، أي: "سيحلفون" يعني: المتخلفين عند رجوعك من غزوة تبوك معتذرين يقولون: بالله لو استطعنا لخرجنا معكم أو سيحلفون بالله يقولون: لو استطعنا وقوله: لخرجنا سد مسد جوابي القسم، و "لو" جميعا، ومعنى الاستطاعة، استطاعة العدة: أو استطاعة الأبدان: كأنهم تمارضوا. يهلكون أنفسهم بدل من سيحلفون أو حال منه، أي: مهلكين. والمعنى: أنهم يهلكونها بالحلف الكاذب، أو حال من "لخرجنا" أي: لخرجنا معكم، وإن أهلكنا أنفسنا، وألقيناها في التهلكة بما نحملها على المسير في تلك الشقة والله يعلم إنهم لكاذبون فيما يقولون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية