الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 153 ] سورة "إبراهيم"

                                                                                                                                                                                                                                        مكية إلا اثنتين منها؛ نزلتا بالمدينة : ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله ؛ إلى قوله: وبئس القرار

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        قوله - عز وجل -: الر كتاب أنـزلناه إليك ؛ "كتاب"؛ مرفوع على خبر الابتداء؛ المعنى: "هذا كتاب أنزلناه إليك"؛ وقال بعضهم: "كتاب"؛ مرتفع بقوله "الـر"؛ و"الـر"؛ ليست هي الكتاب؛ إنما هي شيء من الكتاب؛ ألا ترى قوله الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ؛ فإنما الكتاب جملة الآيات؛ وجملة القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ؛ "الظلمات": ما كانوا فيه من الكفر؛ لأن الكفر غير بين؛ فمثل بالظلمات؛ والإيمان بين نير؛ فمثل بالنور؛ والباء متصلة بـ "تخرج"؛ المعنى "لتخرج الناس بإذن ربهم"؛ أي: بما أذن الله لك من تعليمهم؛ ويجوز أن يكون "بإذن ربهم"؛ أنه لا يهتدي مهتد إلا بإذن الله؛ ومشيئته؛ ثم بين ما النور؛ فقال: إلى صراط العزيز الحميد ؛ [ ص: 154 ] "الحميد"؛ خفض؛ من صفة "العزيز"؛ ويجوز الرفع على معنى "الحميد الله"؛ ويرتفع "الحميد"؛ بالابتداء؛ وقولك "الله"؛ خبر الابتداء؛ ويجوز أن يرفع "الله"؛ ويخفض "الحميد"؛ على ما وصفنا؛ ويكون اسم "الله"؛ يرتفع بالابتداء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية