الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 109 ] سورة يوسف :

أقول: وجه وضعها بعد سورة هود زيادة على الأوجه الستة السابقة: أن قوله في مطلعها: نحن نقص عليك أحسن القصص "3" مناسب لقوله في مقطع تلك: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك "هود: 120".

وأيضا فلما وقع في سورة هود: فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب "هود: 71"، وقوله: رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت "هود: 73". وذكر هنا حال يعقوب مع أولاده، وحال ولده الذي هو من أهل البيت مع إخوته، فكان كالشرح لإجمال ذلك.

وكذلك قال هنا: ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق "6" فكان ذلك كالمقترن بقوله في هود: رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت "هود: 73".

وقد روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: أن يونس نزلت، ثم هود، ثم يوسف. وهذا وجه آخر من وجوه المناسبة في ترتيب هذه السور الثلاث; لترتيبها في النزول هكذا.

التالي السابق


الخدمات العلمية