الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
سورة يوسف

221 - قوله تعالى : إن ربك عليم حكيم ليس في القرآن غيره ، أي : عليم علمك تأويل الأحاديث ، حكيم باجتبائك للرسالة .

222 - قوله : بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل في هذه السورة في موضعين ليس بتكرار ؛ لأنه ذكر الأول حين نعي إليه يوسف ، والثاني لما رفع إليه ما جرى على بنيامين .

223 - قوله : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما . ومثلها في القصص في قصة موسى ، وزاد فيها : واستوى ؛ لأن يوسف - عليه السلام - أوحي إليه وهو في البئر ، وموسى - عليه السلام - أوحي إليه بعد أربعين سنة ، وقوله : واستوى إشارة إلى تلك الزيادة . ومثله : وبلغ أربعين سنة بعد قوله : حتى إذا بلغ أشده . والخلاف في أشده قد ذكره في موضعه .

224 - قوله : معاذ الله في هذه السورة في موضعين ، ليس بتكرار ؛ لأن الأول ذكر حين دعته إلى المواقعة ، والثاني حين دعي إلى تغيير حكم السرقة ، فليس بتكرار .

225 - قوله : قلن حاش لله في الموضعين : أحدهما : في حضرة يوسف - عليه السلام - حين نفين عنه البشرية بزعمهن . والثاني : بظهر الغيب حين نفين عنه السوء ، فليس بتكرار .

[ ص: 149 ] 226 - قوله : إنا نراك من المحسنين ، في موضعين ليس بتكرار ؛ لأن الأول من كلام صاحبي السجن ليوسف - عليه السلام - ، والثاني من كلام إخوة يوسف ليوسف .

227 - يا صاحبي السجن في موضعين : الأول منهما : ذكره يوسف حين عدل عن جوابهما إلى دعائهما إلى الإيمان ، والثاني : حين دعياه إلى تعبير الرؤيا لهما ، تنبيها على أن الكلام الأول قد تم .

228 - قوله : لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ، كرر " لعل " رعاية لفواصل الآي ، إذ لو جاء بمقتضى الكلام لقال : لعلي أرجع فيعلموا ، بحذف النون على الجواب ، ومثله في هذه السورة سواء قوله : لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون ، فمقتضى الكلام : لعلهم يعرفونها فيرجعوا .

229 - قوله : تالله في أربعة مواضع : الأول : يمين منهم أنهم ليسوا سارقين ، وأن أهل مصر بذلك عالمون . والثاني : يمين منهم أنك لو واظبت على الحزن تصير حرضا ، أو تكون من الهالكين . والثالث : يمين منهم أن الله فضله عليهم ، وأنهم كانوا خاطئين . والرابع : ما ذكره ، وهو قوله : [ ص: 150 ] قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ، وهو يمين من أولاده على أنه لم يزل على محبة يوسف .

230 - قوله : وما أرسلنا من قبلك ، وفي الأنبياء : وما أرسلنا قبلك بغير " من " ؛ لأن " قبل " اسم للزمان السابق على ما أضيف إليه . و " من " تفيد استيعاب الطرفين ، وما في هذه السورة للاستيعاب ، وقد يقع " قبل " على بعض ما تقدم ، كما في الأنبياء في قوله : ما آمنت قبلهم من قرية . ثم وقع عقيبها : وما أرسلنا قبلك بحذف " من " لأنه بعينه .

231 - قوله : أفلم يسيروا في الأرض بالفاء ، وفي الروم " 9 " ، والملائكة " 44 " بالواو ؛ لأن الفاء تدل على الاتصال والعطف ، والواو تدل على العطف المجرد ، وفي السورة قد اتصلت بالأول لقوله : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا حال من كذبهم ، وما نزل بهم من العذاب ، وليس كذلك في الروم والملائكة .

232 - قوله : ولدار الآخرة خير ، وفي الأعراف : والدار الآخرة خير على الصفة ؛ لأن في هذه السورة تقدم ذكر الساعة ، وصار التقدير : ولدار الساعة الآخرة ، فحذف الموصوف ، وفي الأعراف تقدم قوله : عرض هذا الأدنى . أي المنزل الأدنى ، فجعله وصفا للمنزل ، والدار الدنيا والدار الآخرة بمعناه ، فأجري مجراه . تأمل في هذه السورة فإن فيها برهانا لأحسن القصص .

التالي السابق


الخدمات العلمية