الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1279 - مسألة :

                                                                                                                                                                                          ولا يخلو المطلوب بالدين من أن يكون يوجد له ما يفي بما عليه ويفضل له ، فهذا يباع من ماله ما يفضل عن حاجته فينصف منه غرماؤه ، وما تلف من عين المال قبل أن يباع فمن مصيبته لا من مصيبة الغرماء ; لأن حقوقهم في ذمته لا في ، شيء بعينه من ماله ، أو يكون كل ما يوجد له يفي بما عليه ولا يفضل له شيء ، أو لا يفي بما عليه - : فهذان يقضي بما وجد لهما للغرماء كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يباع لهم إن اتفقوا على ذلك ، فما تلف بعد القضاء لهم بماله فمن مصيبة الغرماء ويسقط عنه من دينهم بقدر ذلك ; لأن عين ماله قد صار لهم إن شاءوا اقتسموه بالقيمة ، وإن اتفقوا على ، بيعه بيع لهم - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          برهان ذلك - : أنه إذا وفى بعض ماله بما عليه فليس شيء منه أولى بأن يباع في ذلك من شيء آخر غيره ، فينظر : أي ماله هو عنه في غنى فيباع ، وما لا غنى به عنه فلا يباع ; لأن هذا هو التعاون على البر والتقوى وترك المضارة ، فإن كان كله لا غنى به عنه أقرع على أجزاء المال ، فأيها خرجت قرعته بيع فيما ألزمه .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية