الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا

                                                                                                                                                                                                أي : كانت على صفة العقر : حين أنا شاب وكهل ، فما رزقت الولد لاختلال أحد السببين ، أفحين اختل السببان جميعا أرزقه ؟

                                                                                                                                                                                                [ ص: 8 ] فإن قلت : لم طلب أولا وهو وامرأته على صفة العتي والعقر ، فلما أسعف بطلبته استبعد واستعجب ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : ليجاب بما أجيب به ، فيزداد المؤمنون إيقانا ويرتدع المبطلون ، وإلا فمعتقد زكريا أولا وآخرا كان على منهاج واحد : في أن الله غني عن الأسباب ، أي : بلغت عتيا ، وهو : اليبس والجساوة في المفاصل والعظام كالعود القاحل ، يقال : عتا العود وعسا من أجل الكبر والطعن في السن العالية ، أو بلغت من مدارج الكبر ومراتبه ما يسمى عتيا ، وقرأ ابن وثاب وحمزة والكسائي بكسر العين ، وكذلك صليا ، وابن مسعود بفتحهما ، وقرأ أبي ومجاهد : "عسيا" .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية