الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا

                                                                                                                                                                                                كذلك : الكاف رفع ، أي : الأمر كذلك تصديق له ، ثم ابتدأ قال ربك : أو نصب بقال ، وذلك إشارة إلى مبهم يفسره هو علي هين ؛ ونحوه : وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين [الحجر : 66 ] وقرأ الحسن : "وهو علي هين " ، ولا يخرج هذا إلا على الوجه الأول ، أي : الأمر كما قلت ، وهو على ذلك يهون علي . ووجه آخر : وهو أن يشار بذلك إلى ما تقدم من وعد الله ، لا إلى قول زكريا ، و "قال" : محذوف في كلتا القراءتين ، أي : قال هو علي هين ، قال وهو علي هين ؛ وإن شئت لم تنوه ؛ لأن الله هو المخاطب ، والمعنى : أنه قال ذلك ووعده ، وقوله الحق : "شيئا" ؛ لأن المعدوم ليس بشيء ، أو شيئا يعتد به ؛ كقولهم : عجبت : من لا شيء ، وقوله [من البسيط ] :

                                                                                                                                                                                                [ ص: 9 ]

                                                                                                                                                                                                إذا رأى غير شيء ظنه رجلا



                                                                                                                                                                                                وقرأ الأعمش والكسائي وابن وثاب : "خلقناك" .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية