الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وقال أبو بكر البيهقي في كتاب «الأسماء والصفات» في تفسير اسمه «الصمد» قال الحليمي: «ومعناه المصمود إليه بالحوائج، أي: المقصود بها، وقد يقال ذلك على [ ص: 537 ] معنى أنه المستحق لأن يقصد بها، ثم لا يبطل هذا الاستحقاق، ولا تزول هذه الصفة بذهاب من يذهب عن الحق، ويصد عن السبيل؛ لأنه إذا كان هو الخالق والمدبر لما خلق، لا خالق غيره، ولا مدبر سواه، فالذهاب عن قصده بالحاجة وهي في الحقيقة واقعة إليه ولا قاضي لها غيره جهل وحمق، والجهل بالله تعالى جده كفر».

ثم روى البيهقي من التفسير المسند عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة الوالبي، عن ابن عباس [ ص: 538 ] وقد ذكر هذا عنه كثير من المفسرين وغيرهم، كمحمد بن جرير الطبري في قوله: «الصمد» قال: «السيد الذي كمل في سؤدده، والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والغني الذي قد كمل في غناه، والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله عز وجل، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفؤ، وليس كمثله شيء، فسبحان الله الواحد القهار».

[ ص: 539 ] ثم روى البيهقي حديث الأعمش، عن شقيق في قوله عز وجل: «الصمد» قال: «هو السيد الذي انتهى سؤدده».

وروى عن الحاكم، عن الأصم، عن الصغاني، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سلمة بن سابور، عن عطية، عن ابن عباس قال: «الصمد الذي لا جوف له» قال: وروينا هذا القول عن سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، والسدي، والضحاك، وغيرهم، وروي عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، يشك راويه في رفعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية