الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فحملته فانتبذت به مكانا قصيا عن ابن عباس : فاطمأنت إلى قوله ، فدنا منها ، فنفخ في جيب درعها ، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملت ، وقيل : كانت مدة الحمل ستة أشهر ، وعن عطاء وأبي العالية والضحاك : سبعة أشهر ، وقيل : ثمانية ، ولم يعش مولود وضع لثمانية إلا عيسى ، وقيل : ثلاث ساعات ، وقيل : حملته في ساعة ، وصور في ساعة ، ووضعته في ساعة ، حين زالت [ ص: 13 ] الشمس من يومها ، وعن ابن عباس : كانت مدة الحمل ساعة واحدة ، كما حملته نبذته ، وقيل : حملته وهي بنت ثلاث عشرة سنة ، وقيل : بنت عشر ، وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل ، وقالوا : ما من مولود إلا يستهل غيره ، "فانتبذت به" أي : اعتزلت وهو في بطنها ؛ كقوله [من الوافر ] :


                                                                                                                                                                                                تدوس بنا الجماجم والتريبا



                                                                                                                                                                                                أي : تدوس الجماجم ونحن على ظهورها ؛ ونحوه قوله تعالى : تنبت بالدهن [المؤمنون : 20 ] أي : تنبت ودهنها فيها : الجار والمجرور في موضع الحال "قصيا" : بعيدا من أهلها وراء الجبل ، وقيل : أقصى الدار ، وقيل : كانت سميت لابن عم لها اسمه يوسف ، فلما قيل : حملت من الزنا ، خاف عليها قتل الملك ، فهرب بها ، فلما كان ببعض الطريق حدثته نفسه بأن يقتلها ، فأتاه جبريل فقال : إنه من روح القدس فلا تقتلها ، فتركها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية