الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا

                                                                                                                                                                                                الفري : البديع ، وهو من فري الجلد ، يا أخت هارون : كان أخاها من أبيها من أمثل بني إسرائيل ، وقيل : هو أخو موسى -صلوات الله عليهما- وعن النبي -صلى الله عليه وسلم - : "إنما عنوا هارون النبي" ، وكانت من أعقابه في طبقة الإخوة ، بينها وبينه ألف سنة وأكثر ، [ ص: 18 ] وعن السدي : كانت من أولاده ؛ وإنما قيل : يا أخت هارون ، كما يقال : يا أخا همدان ، أي : يا أحدا منهم ، وقيل : رجل صالح أو طالح في زمانها ، شبهوها به ، أي : كنت عندنا مثله في الصلاح ، أو شتموها به ، ولم ترد أخوة النسب ، ذكر أن هارون الصالح تبع جنازته أربعون ألفا ، كلهم يسمى هارون ؛ تبركا به وباسمه ، فقالوا : كنا نشبهك بهارون هذا ، وقرأ عمر بن لجاء التيمي : "ما كان أباك امرؤ سوء " ، وقيل : احتمل يوسف النجار مريم وابنها إلى غار ، فلبثوا فيه أربعين يوما حتى تعلت من نفاسها ، ثم جاءت تحمله فكلمها عيسى في الطريق ، فقال : يا أماه ، أبشري ؛ فإني عبد الله ومسيحه ، فلما دخلت به على قومها وهم أهل بيت صالحون تباكوا وقالوا ذلك ، وقيل : هموا برجمها حتى تكلم عيسى -عليه السلام- فتركوها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية