الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا [ ص: 27 ] لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا

                                                                                                                                                                                                ما خسر على الله أحد ترك الكفار الفسقة لوجهه ، فعوضه أولادا مؤمنين أنبياء ، من رحمتنا هي النبوة عن الحسن ، وعن الكلبي : المال والولد ، وتكون عامة في كل خير ديني ودنيوي أوتوه ، لسان الصدق : الثناء الحسن ، وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية ؛ قال [من البسيط ] :


                                                                                                                                                                                                إني أتتني لسان لا أسر بها



                                                                                                                                                                                                يريد الرسالة ، ولسان العرب : لغتهم وكلامهم ، استجاب الله دعوته : واجعل لي لسان صدق في الآخرين ، فصيره قدوة حتى ادعاه أهل الأديان كلهم . وقال عز وجل : ملة أبيكم إبراهيم [الحج : 78 ] ، و ملة إبراهيم حنيفا [البقرة : 135 ] ، ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا [النحل : 123 ] ، وأعطى ذلك ذريته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم ، كما أعلى ذكره وأثنى عليه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية