الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا

                                                                                                                                                                                                ذكر إسماعيل -عليه السلام- بصدق الوعد وإن كان ذلك موجودا في غيره من الأنبياء ؛ تشريفا له وإكراما ، كالتلقيب بنحو : الحليم ، والأواه ، والصديق ؛ ولأنه المشهور المتواصف من خصاله ، عن ابن عباس -رضي الله عنه - : أنه وعد صاحبا له أن ينتظره في مكان ، فانتظره سنة ، وناهيك أنه وعد في نفسه الصبر على الذبح فوفى ؛ حيث قال : ستجدني إن شاء الله من الصابرين [الصافات : 102 ] ، كان يبدأ بأهله في الأمر بالصلاح والعبادة ليجعلهم قدوة لمن وراءهم ، ولأنهم أولى من سائر الناس ، وأنذر عشيرتك الأقربين [الشعراء : 214 ] ، وأمر أهلك بالصلاة [طه : 132 ] ، قوا أنفسكم وأهليكم نارا [التحريم : 6 ] ؛ ألا ترى أنهم أحق بالتصدق عليهم ، فالإحسان الديني أولى ، وقيل : "أهله " : أمته كلهم من القرابة وغيرهم ؛ لأن أمم النبيين في عداد أهاليهم ، وفيه أن من حق الصالح أن لا يألو نصحا للأجانب فضلا عن الأقارب والمتصلين به ، وأن يحظيهم بالفوائد الدينية ولا يفرط في شيء من ذلك .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية