الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا

                                                                                                                                                                                                " وكم " : مفعول " أهلكنا " ، و " من " : تبيين لإبهامها ، أي : كثيرا من القرون أهلكنا ، وكل أهل عصر قرن لمن بعدهم ؛ لأنهم يتقدمونهم ؛ و هم أحسن : في محل النصب [ ص: 48 ] صفة لكم ؛ ألا ترى أنك لو تركت : " هم " : لم يكن لك بد من نصب " أحسن " : على الوصفية .

                                                                                                                                                                                                الأثاث : متاع البيت ، وقيل : هو ماجد من الفرش ، والخرثي : ما لبس منها ؛ وأنشد الحسن بن علي الطوسي [من البسيط ] :


                                                                                                                                                                                                تقادم العهد من أم الوليد بنا . . . دهرا وصار أثاث البيت خرثيا



                                                                                                                                                                                                قرئ على خمسة أوجه "رئيا" وهو المنظر والهيئة فعل بمعنى مفعول ، من رأيت . "وريئا " ، على القلب ؛ كقولهم : راء في رأي ، و "ريا " ؛ على قلب الهمزة ياء والإدغام ، أو من الري الذي هو النعمة والترفه ، من قولهم : ريان من النعيم ، و "ريا " : على حذف الهمزة رأسا ، ووجهه أن يخفف المقلوب وهو "ريتا" بحذف همزته وإلقاء حركتها على الياء الساكنة قبلها ، و"زيا " ، واشتقاقه من الزي وهو الجمع ؛ لأن الزي محاسن مجموعة ، والمعنى : أحسن من هؤلاء .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية