الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            35 - 12 - باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام .

                                                                                            13800 عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن نبي الله أيوب كان في بلائه ثماني عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه ، كانا من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان إليه ، فقال أحدهما لصاحبه : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد . قال صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف الله عنه . فلما راحا إليه ، لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، قال أيوب : ما أدري ما تقول ، إلا أن الله يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله ، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما ، كراهية أن يذكر الله إلا في حق . قال : وكان يخرج إلى حاجته ، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، وأوحي إلى أيوب في مكانه أن ( اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب ) فاستبطأته فتلقته ينتظروا ، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ؟ ووالله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به مذ كان صحيحا منك . قال : فإني أنا هو . وكان له أندران : أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح فرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض " . رواه أبو يعلى والبزار ، ورجال البزار رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية