الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            35 - 16 - باب ما جاء في الخضر عليه السلام .

                                                                                            13815 عن أنس بن مالك قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الليالي أحمل له الطهور ، إذ سمع مناديا فقال : " يا أنس صه " . فقال : اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لو قال أختها " . فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا أنس ، ضع الطهور وائت هذا المنادي ، فقل له أن يدعو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعينه على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق " . فأتيته فقلت : ادع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعينه الله على ما ابتعثه به ، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق . فقال : ومن أرسلك ؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : وما عليك رحمك الله بما سألتك ؟ فقال : أولا تخبرني من أرسلك ؟ فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بما قال ، فقال : " قل له : أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . فقال لي : مرحبا برسول الله ، ومرحبا برسوله ، أنا أحق أن آتيه ، أقرئ [ ص: 212 ] رسول الله السلام وقل له : الخضر يقرئك السلام ويقول لك : إن الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور ، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام . فلما وليت عنه سمعته يقول : اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها . رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه الوضاح بن عباد الكوفي ، تكلم فيه أبو الحسين بن المنادي ، وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية