الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قوله: الرابع: "أنه تعالى أزال هذه الشبهة بقوله: مثل نوره [النور: 35]. أضاف النور إلى نفسه، وإضافة الشيء إلى نفسه ممتنعة".

يقال: هو نور، وله نور، فإن اسم النور يقال للشيء القائم بنفسه، كما سمى القمر نورا، ويقال للصفة القائمة بغيرها كما يقال نور الشمس والقمر.

وقد دل الكتاب والسنة على أنه نور، وله نور، وحجابه [ ص: 71 ] النور، فالمضاف ليس هو المضاف إليه، وأيضا فإن هذا يلزمهم مثله، فإنه إذا فسر نور السموات والأرض بأنه هادي أو مصلح أو منور، لزم أن يقال: مثل هاديه أو مصلحه أو منوره، ومعلوم أن هذا باطل، بل يقال: مثل هدايته أو إصلاحه أو تنويره، فيكون مسمى النور المضاف ليس هو مسمى النور المضاف إليه، على كل تقدير، فعلم أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا على صرف الآية عن ظاهرها، ولا على صحة التأويل. [ ص: 72 ]

وأيضا فهذا مثل اسمه السلام، فقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، ثم قال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» فأخبر أنه هو في نفسه السلام، وأن منه السلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية