تَفْسِيرُ سُورَةِ الدُّخَانِ
مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_34237_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=1حم nindex.php?page=treesubj&link=28867_33062_34225_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=2وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ nindex.php?page=treesubj&link=26777_31011_31037_32026_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=26777_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=30455_34274_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=5أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_34274_34513_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=6رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=28657_34513_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=7رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662_28723_34513_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30254_30296_32437_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=30254_30296_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=11يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30252_30351_34513_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=12رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_34274_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=13أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=31788_32024_34199_34212_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=14ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ nindex.php?page=treesubj&link=30549_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_29015nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=16يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ
هَذَا قَسَمٌ بِالْقُرْآنِ عَلَى الْقُرْآنِ، فَأَقْسَمَ بِالْكِتَابِ الْمُبِينِ لِكُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَى بَيَانِهِ أَنَّهُ أَنْزَلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ أَيْ: كَثِيرَةِ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=26777لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنَ أَلْفِ شَهْرٍ، فَأَنْزَلَ أَفْضَلَ الْكَلَامِ بِأَفْضَلِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ عَلَى أَفْضَلِ الْأَنَامِ، بِلُغَةِ الْعَرَبِ الْكِرَامِ لِيُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا عَمَّتْهُمُ الْجَهَالَةُ وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشَّقَاوَةُ فَيَسْتَضِيئُوا بِنُورِهِ وَيَقْتَبِسُوا مِنْ هُدَاهُ وَيَسِيرُوا وَرَاءَهُ فَيَحْصُلُ لَهُمُ الْخَيْرُ الدُّنْيَوِيُّ وَالْخَيْرُ الْأُخْرَوِيُّ وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=3إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [ ص: 1624 ] nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فِيهَا أَيْ: فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ الْفَاضِلَةِ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا الْقُرْآنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَيْ: يُفْصَلُ وَيُمَيَّزُ وَيُكْتَبُ كُلُّ أَمْرٍ قَدَرِيٍّ وَشَرْعِيٍّ حَكَمَ اللَّهُ بِهِ، وَهَذِهِ الْكِتَابَةُ وَالْفُرْقَانُ، الَّذِي يَكُونُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَحَدُ الْكِتَابَاتِ الَّتِي تُكْتَبُ وَتُمَيَّزُ فَتُطَابِقُ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ بِهِ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ وَآجَالَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ وَأَحْوَالَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ وَكَّلَ مَلَائِكَةً تَكْتُبُ مَا سَيَجْرِي عَلَى الْعَبْدِ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، ثُمَّ وَكَّلَهُمْ بَعْدَ وُجُودِهِ إِلَى الدُّنْيَا وَكَّلَ بِهِ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَكْتُبُونَ وَيَحْفَظُونَ عَلَيْهِ أَعْمَالَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى يُقَدِّرُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ، وَكُلُّ هَذَا مِنْ تَمَامِ عِلْمِهِ وَكَمَالِ حِكْمَتِهِ وَإِتْقَانِ حِفْظِهِ وَاعْتِنَائِهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=5أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا أَيْ: هَذَا الْأَمْرُ الْحَكِيمُ أَمْرٌ صَادِرٌ مِنْ عِنْدِنَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=5إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ لِلرُّسُلِ وَمُنْزِلِينَ لِلْكُتُبِ وَالرُّسُلِ تُبَلِّغُ أَوَامِرَ الْمُرْسِلِ وَتُخْبِرُ بِأَقْدَارِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=6رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ أَيْ: إِنَّ إِرْسَالَ الرُّسُلِ وَإِنْزَالَ الْكُتُبِ الَّتِي أَفْضَلُهَا الْقُرْآنُ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّ الْعِبَادِ بِالْعِبَادِ، فَمَا رَحِمَ اللَّهُ عِبَادَهُ بِرَحْمَةٍ أَجَلَّ مِنْ هِدَايَتِهِمْ بِالْكُتُبِ وَالرُّسُلِ، وَكُلُّ خَيْرٍ يَنَالُونَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَسَبَبُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=6إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ أَيْ: يَسْمَعُ جَمِيعَ الْأَصْوَاتِ وَيَعْلَمُ جَمِيعَ الْأُمُورِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ وَقَدْ عَلِمَ تَعَالَى ضَرُورَةَ الْعِبَادِ إِلَى رُسُلِهِ وَكُتُبِهِ فَرَحِمَهُمْ بِذَلِكَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ فَلَهُ تَعَالَى الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ وَالْإِحْسَانُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=7رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا أَيْ: خَالِقٌ ذَلِكَ وَمُدَبِّرُهُ وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهِ بِمَا شَاءَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=7إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ أَيْ: عَالِمِينَ بِذَلِكَ عِلْمًا مُفِيدًا لِلْيَقِينِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ لِلْمَخْلُوقَاتِ هُوَ إِلَهُهَا الْحَقُّ وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَيْ:
nindex.php?page=treesubj&link=28663لَا مَعْبُودَ إِلَّا وَجْهُهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8يُحْيِي وَيُمِيتُ أَيْ: هُوَ الْمُتَصَرِّفُ وَحْدَهُ بِالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ وَسَيَجْمَعُكُمْ بَعْدَ مَوْتِكُمْ فَيَجْزِيكُمْ بِعَمَلِكُمْ إِنْ خَيَّرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ،
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ أَيْ: رَبُّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، مُرَبِّيهِمْ بِالنِّعَمِ الدَّافِعُ عَنْهُمُ النِّقَمَ.
فَلَمَّا قَرَّرَ تَعَالَى رُبُوبِيَّتَهُ وَأُلُوهِيَّتَهُ بِمَا يُوجِبُ الْعِلْمَ التَّامَّ وَيَدْفَعُ الشَّكَّ أَخْبَرَ أَنَّ الْكَافِرِينَ مَعَ هَذَا الْبَيَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ أَيْ: مُنْغَمِرُونَ فِي الشُّكُوكِ
[ ص: 1625 ] وَالشُّبَهَاتِ، غَافِلُونَ عَمَّا خُلِقُوا لَهُ قَدِ اشْتَغَلُوا بِاللَّعِبِ الْبَاطِلِ، الَّذِي لَا يُجْدِي عَلَيْهِمْ إِلَّا الضَّرَرَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10فَارْتَقِبْ أَيِ: انْتَظِرْ فِيهِمُ الْعَذَابَ فَإِنَّهُ قَدْ قَرُبَ وَآنَ أَوَانُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=11يَغْشَى النَّاسَ أَيْ: يَعُمُّهُمْ ذَلِكَ الدُّخَّانُ وَيُقَالُ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=11هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي الْمُرَادِ بِهَذَا الدُّخَّانِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ الدُّخَّانُ الَّذِي يَغْشَى النَّاسَ وَيَعُمُّهُمْ حِينَ تَقْرُبُ النَّارُ مِنَ الْمُجْرِمِينَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَنَّ اللَّهَ تُوَعَّدَهُمْ بِعَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يَنْتَظِرَ بِهِمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
وَيُؤَيِّدُ هَذَا الْمَعْنَى أَنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ هِيَ طَرِيقَةُ الْقُرْآنِ فِي تَوَعُّدِ الْكَفَّارِ وَالتَّأَنِّي بِهِمْ وَتَرْهِيبِهِمْ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَعَذَابِهِ وَتَسْلِيَةِ الرَّسُولِ وَالْمُؤْمِنِينَ بِالِانْتِظَارِ بِمَنْ آذَاهُمْ.
وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=13أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ وَهَذَا يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْكُفَّارِ حِينَ يَطْلُبُونَ الرُّجُوعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقَالُ: قَدْ ذَهَبَ وَقْتُ الرُّجُوعِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ مَا أَصَابَ كُفَّارَ
قُرَيْشٍ حِينَ امْتَنَعُوا مِنَ الْإِيمَانِ وَاسْتَكْبَرُوا عَلَى الْحَقِّ فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( اللَّهُمَّ أَعْنِي عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ ) فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجُوعَ الْعَظِيمَ حَتَّى أَكَلُوا الْمَيِّتَاتِ وَالْعِظَامَ وَصَارُوا يَرَوْنَ الَّذِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ وَلَيْسَ بِهِ، وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ.
فَيَكُونُ -عَلَى هَذَا- قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ أَنْ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَبْصَارِهِمْ وَمَا يُشَاهِدُونَ وَلَيْسَ بِدُخَّانٍ حَقِيقَةً.
وَلَمْ يَزَالُوا بِهَذِهِ الْحَالَةِ حَتَّى اسْتَرْحَمُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ يَكْشِفَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشْفَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ إِخْبَارٌ بِأَنَّ اللَّهَ سَيَصْرِفُهُ عَنْكُمْ وَتَوَعَّدَ لَهُمْ أَنْ يَعُودُوا إِلَى الِاسْتِكْبَارِ وَالتَّكْذِيبِ وَإِخْبَارٌ بِوُقُوعِهِ فَوَقَعَ وَأَنَّ اللَّهَ سَيُعَاقِبُهُمْ بِالْبَطْشَةِ الْكُبْرَى، قَالُوا: وَهِيَ وَقْعَةُ
بَدْرٍ وَفِي هَذَا الْقَوْلِ نَظَرٌ ظَاهِرٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَأَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دُخَّانٌ يَأْخُذُ بِأَنْفَاسِ النَّاسِ وَيُصِيبُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ كَهَيْئَةِ الدُّخَّانِ.
[ ص: 1626 ] وَالْقَوْلُ هُوَ الْأَوَّلُ، وَفِي الْآيَةِ احْتِمَالٌ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=10فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=11يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=12رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=13أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=14ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=16يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ أَنَّ هَذَا مَا وَقَعَ
لِقُرَيْشٍ كَمَا تَقَدَّمَ وَإِذَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ عَلَى هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ لَمْ تَجِدْ فِي اللَّفْظِ مَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ
بَلْ تَجِدُهَا مُطَابِقَةً لَهُمَا أَتَمَّ الْمُطَابَقَةِ وَهَذَا الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدِي وَيَتَرَجَّحُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ