الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون

                                                                                                                                                                                                                                      71 - واتل عليهم واقرأ عليهم نبأ نوح خبره مع قومه والوقف عليه لازم إذ لو وصل لصار إذ ظرفا لقوله واتل ، بل التقدير: واذكر إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم عظم وثقل كقوله وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين مقامي مكاني يعني نفسه كقوله ولمن خاف مقام ربه جنتان أي : خاف ربه أو قيامي ومكثي بين أظهركم ألف سنة إلا خمسين عاما أو مقامي وتذكيري بآيات الله ؛ لأنهم كانوا إذا وعظوا الجماعة قاموا على أرجلهم يعظونهم ليكون مكانهم بينا وكلامهم مسموعا فعلى الله توكلت أي : فوضت أمري إليه فأجمعوا أمركم من : أجمع الأمر إذا نواه وعزم عليه وشركاءكم الواو بمعنى مع أي : فأجمعوا أمركم مع شركائكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة أي : غما عليكم وهما والغم والغمة كالكرب والكربة أو ملتبسا في خفية والغمة السترة من غمه إذا ستره ومنه الحديث " لا غمة في فرائض الله" أي : لا تستر ولكن يجاهر بها والمعنى ولا يكن قصدكم إلى إهلاكي مستورا عليكم ولكن مكشوفا مشهورا تجاهرونني به ثم اقضوا إلي ذلك الأمر الذي تريدون بي أي : أدوا إلي ما هو حق عندكم من هلاكي كما يقضي الرجل غريمه أو اصنعوا ما أمكنكم ولا تنظرون ولا تمهلوني [ ص: 34 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية