الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين

                                                                                                                                                                                                                                        يخبر تعالى إن هؤلاء المكذبين يقولون مستبعدين للبعث والنشور: إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين أي: ما هي إلا الحياة الدنيا فلا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 1629 ] ثم قالوا -متجرئين على ربهم معجزين له-: فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين وهذا من اقتراح الجهلة المعاندين في مكان سحيق، فأي ملازمة بين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه متوقف على الإتيان بآبائهم؟ فإن الآيات قد قامت على صدق ما جاءهم به وتواترت تواترا عظيما من كل وجه.

                                                                                                                                                                                                                                        قال تعالى: أهم خير أي: هؤلاء المخاطبون أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين فإنهم ليسوا خيرا منهم وقد اشتركوا في الإجرام فليتوقعوا من الهلاك ما أصاب إخوانهم المجرمين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية