الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ نهي الرسول عن قتل الضعفاء ]

قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أصحابنا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر [ ص: 458 ] يومئذ بامرأة وقد قتلها خالد بن الوليد ، والناس . متقصفون عليها فقال : ما هذا ؟ فقالوا : امرأة قتلها خالد بن الوليد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض من معه : أدرك خالدا ، فقل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا

[ شأن بجاد والشيماء ]

قال ابن إسحاق ، وحدثني بعض بني سعد بن بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ : إن قدرتم على بجاد ، رجل من بني سعد بن بكر ، فلا يفلتنكم ، وكان قد أحدث حدثا فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله ، وساقوا معه الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فعنفوا عليها في السياق ، فقالت للمسلمين : تعلموا والله أني لأخت صاحبكم من الرضاعة ، فلم يصدقوها حتى أتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن عبيد السعدي ، قال : فلما انتهي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، إني أختك من الرضاعة ؛ قال : وما علامة ذلك ؟ قالت : عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك ؛ قال : فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة ، فبسط لها رداءه ، فأجلسها عليه وخيرها ، وقال : إن أحببت فعندي محبة مكرمة ، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت ؛ فقالت : بل تمتعني وتردني إلى قومي . فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وردها إلى قومها . فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول ، وجارية ، فزوجت أحدهما الأخرى ، فلم يزل فيهم من نسلهما بقية

[ ص: 459 ] قال ابن هشام : وأنزل الله عز وجل في يوم حنين : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم . . . إلى قوله وذلك جزاء الكافرين

التالي السابق


الخدمات العلمية