الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين

                                                                                                                                                                                                                                      27 - فقال الملأ الذين كفروا من قومه يريد الأشراف ؛ لأنهم يملئون القلوب هيبة والمجالس أبهة ولأنهم ملئوا بالأحلام والآراء الصائبة ما نراك إلا بشرا مثلنا أرادوا أنه كان ينبغي أن يكون ملكا أو ملكا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا أخساؤنا جمع الأرذل بادي وبالهمزة أبو عمرو الرأي وبغير همز أبو عمرو أي : اتبعوك ظاهر الرأي أو أول الرأي ، من بدا يبدو :إذا ظهر ، أو بدأ يبدأ : إذا فعل الشيء أولا ، وانتصابه على الظرف ، أصله :وقت حدوث ظاهر رأيهم أو أول رأيهم فحذف ذلك وأقيم المضاف إليه مقامه أرادوا أن اتباعهم لك شيء عن لهم بديهة من غير روية ونظر ولو تفكروا ما اتبعوك وإنما استرذلوا المؤمنين لفقرهم وتأخرهم في الأسباب الدنيوية ؛ لأنهم كانوا جهالا ما كانوا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا فكان الأشراف عندهم من له جاه ومال كما ترى أكثر المتشبهين بالإسلام يعتقدون ذلك ويبنون عليه إكرامهم وإهانتهم ولقد زل عنهم أن التقدم في الدنيا لا يقرب أحدا من الله وإنما يبعده ولا يرفعه بل يضعه وما نرى لكم علينا من فضل في مال ورأي عنوا نوحا وأتباعه بل نظنكم كاذبين أي : نوحا في الدعوة ومتبعيه في الإجابة والتصديق يعني تواطأتم على الدعوة والإجابة تسبيبا للرئاسة [ ص: 55 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية