الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : إمام هدى، وإمام ضلالة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والخطيب في "تاريخه"، عن أنس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : نبيهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 404 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : بكتاب أعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : "يدعى كل قوم بإمام زمانهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وحسنه، والبزار ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . قال : "يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستين ذراعا، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد، فيقولون : اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا . حتى يأتيهم فيقول : أبشروا، لكل رجل منكم مثل هذا . وأما الكافر، فيسود له وجهه، ويمد له في جسمه ستين ذراعا على صورة آدم، ويلبس تاجا، فيراه أصحابه فيقولون : نعوذ بالله من شر هذا، اللهم لا تأتنا بهذا . قال : فيأتيهم . [ ص: 405 ] فيقولون : اللهم أخره . فيقول : أبعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس ، فسأله رجل : أرأيت قوله : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ؟ فقال ابن عباس : لم تصب المسألة، اقرأ ما قبلها : ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر . حتى بلغ : وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا . فقال ابن عباس : من كان أعمى عن هذا النعيم الذي قد رأى وعاين، فهو في أمر الآخرة التي لم ير ولم يعاين أعمى وأضل سبيلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة" من طريق الضحاك ، عن ابن عباس : ومن كان في هذه أعمى . يقول : من كان في الدنيا أعمى عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار [ ص: 406 ] والناس والدواب وأشباه هذا، فهو عما وصفت له في الآخرة ولم يره أعمى وأضل سبيلا . يقول : أبعد حجة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس : يقول : من عمي عن قدرة الله في الدنيا، فهو في الآخرة أعمى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" عن قتادة في الآية قال : من عمي عما يراه من الشمس والقمر، والليل والنهار، وما يرى من الآيات ولم يصدق بها، فهو عما غاب عنه من آيات الله أعمى وأضل سبيلا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية