الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقل جاء الحق وزهق الباطل الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " [سبأ : 49] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو يعلى ، وابن المنذر ، عن جابر قال : دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكبت لوجهها وقال : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في "الصغير"، وابن مردويه ، والبيهقي في "الدلائل"، عن ابن عباس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة [ ص: 430 ] وستون صنما – قد شد لهم إبليس أقدامها بالرصاص - فجاء معه قضيب، فجعل يهوي به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه، فيقول : " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " . حتى مر عليها كلها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : إن الباطل كان زهوقا قال : ذاهبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله وقل جاء الحق . قال : القرآن، وزهق الباطل . قال : هلك، وهو الشيطان . وفي قوله : وننزل من القرآن ما هو شفاء . قال : إن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين؛ إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا : لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن أويس القرني قال : لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان؛ قضاء من الله الذي قضى : شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية