الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
والمقصود هنا، أن من كان يجحد معاني القرآن التي أرادها الله تعالى به، فإنه لا يحصل له هذا النور، لا نور القرآن ولا نور الإيمان، فتلك الأنوار المعاني الشريفة، ثم إذا جحدها كان في ظلمة الجحود والتعطيل، ومن فسرها بغير المراد كان مثله كظلمات في بحر لجي، ومن لم يعرفها ولا قال شيئا فهو كسراب بقيعة، وهذا وإن كان عمومه يتناول من كذب بمعاني [ ص: 510 ] القرآن التي جاءت بها الرسل كالملاحدة، فمن كذب ببعضها وجحده فله نصيب من ذلك بحسب ما كذب به وجحده، وإن كان له نصيب من الإيمان ببعضها من وجه آخر، فقد يجتمع في الرجل شعبة إيمان وشعبة نفاق كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر».

وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة [ ص: 511 ] الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».

التالي السابق


الخدمات العلمية