الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            37 - 131 - ( باب ما جاء في عمرو بن ثابت عرف بالأصيرم - رضي الله عنه - )

                                                                                            15959 عن أبي هريرة أنه كان يقول : حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط ، فإذا لم يعرفه الناس ، سألوه : من هو ؟ فيقول : أصيرم بني عبد الأشهل : عمرو بن ثابت بن وقش . قال الحصين : فقلت لمحمود بن لبيد : كيف كان شأن الأصيرم ؟ قال : كان يأبى الإسلام على قومه ، فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد بدا له الإسلام فأسلم ، فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم ، فدخل في عرض الناس ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة . فبينا رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به قالوا : والله إن هذا للأصيرم ، وما جاء به ، لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث ! فسألوه : ما جاء به ؟ فقالوا : ما جاء بك يا عمرو ؟ ! أحدثا على قومك ، أو رغبة في الإسلام ؟ فقال : بل رغبة [ ص: 363 ] في الإسلام ، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ، ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتلت حتى أصابني ما أصابني . فلم يلبث أن مات في أيديهم ، فذكروه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إنه لمن أهل الجنة " . رواه أحمد ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية