الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم

                                                                                                                                                                                                                                      25 - واستبقا الباب وتسابقا إلى الباب هي للطلب وهو للهرب على حذف الجار وإيصال الفعل كقوله واختار موسى قومه أو على تضمين "استبقا" معنى ابتدرا ، نفر منها يوسف فأسرع يريد الباب ليخرج وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج ووحد الباب وإن كان جمعه في قوله " وغلقت الأبواب ؛ لأنه أراد الباب البراني الذي هو المخرج من الدار ولما هرب يوسف جعل فراش القفل يتناثر ويسقط حتى خرج [ ص: 105 ] وقدت قميصه من دبر اجتذبته من خلفه فانقد أي انشق حين هرب منها إلى الباب وتبعته تمنعه وألفيا سيدها لدى الباب وصادفا بعلها قطفير مقبلا يريد أن يدخل فلما رأته احتالت لتبرئة ساحتها عند زوجها من الريبة ولتخويف يوسف طمعا في أن يواطئها خيفة منها ومن مكرها حيث قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ما نافية أي : ليس جزاؤه إلا السجن ، أو عذاب أليم وهو الضرب بالسياط ولم تصرح بذكر يوسف وأنه أراد بها سوءا ؛ لأنها قصدت العموم أي : كل من أراد بأهلك سوءا فحقه أن يسجن أو يعذب ؛ لأن ذلك أبلغ فيما قصدت من تخويف يوسف، ولما عرضته للسجن والعذاب ووجب عليه الدفع عن نفسه

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية