nindex.php?page=treesubj&link=29786_30532_30550_34207_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=30532_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45وأملي لهم إن كيدي متين nindex.php?page=treesubj&link=30549_34141_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون nindex.php?page=treesubj&link=29692_30175_30549_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أم عندهم الغيب فهم يكتبون nindex.php?page=treesubj&link=19570_30614_31975_33177_34089_34242_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم nindex.php?page=treesubj&link=19570_29676_31780_31975_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم nindex.php?page=treesubj&link=31975_33177_34163_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فاجتباه ربه فجعله من الصالحين nindex.php?page=treesubj&link=29786_31788_32024_34212_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون nindex.php?page=treesubj&link=29785_31048_34225_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وما هو إلا ذكر للعالمين
أي: دعني والمكذبين بالقرآن العظيم فإن علي جزاءهم، ولا تستعجل لهم، فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44سنستدرجهم من حيث لا يعلمون فنمدهم بالأموال والأولاد، ونمدهم في الأرزاق والأعمال، ليغتروا ويستمروا على ما يضرهم، وهذا من كيد الله لهم، وكيد الله لأعدائه، متين قوي، يبلغ من ضررهم وعقوبتهم كل مبلغ .
[ ص: 1871 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أي: ليس لنفورهم عنك، وعدم تصديقهم لك سبب يوجب لهم ذلك، فإنك تعلمهم، وتدعوهم إلى الله، لمحض مصلحتهم، من غير أن تطلبهم من أموالهم مغرما يثقل عليهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أم عندهم الغيب فهم يكتبون ما كان عندهم من الغيوب، وقد وجدوا فيها أنهم على حق، وأن لهم الثواب عند الله، فهذا أمر ما كان، وإنما كانت حالهم حال معاند ظالم.
فلم يبق إلا الصبر لأذاهم، والتحمل لما يصدر منهم، والاستمرار على دعوتهم، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فاصبر لحكم ربك أي: لما حكم به شرعا وقدرا، فالحكم القدري، يصبر على المؤذي منه، ولا يتلقى بالسخط والجزع، والحكم الشرعي، يقابل بالقبول والتسليم، والانقياد التام لأمره.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48ولا تكن كصاحب الحوت وهو
يونس بن متى، عليه الصلاة والسلام أي: ولا تشابهه في الحال، التي أوصلته، وأوجبت له الانحباس في بطن الحوت، وهو عدم صبره على قومه، الصبر المطلوب منه، وذهابه مغاضبا لربه، حتى ركب في البحر، فاقترع أهل السفينة حين ثقلت بأهلها أيهم يلقون لكي تخف بهم، فوقعت القرعة عليه فالتقمه الحوت وهو مليم وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48إذ نادى وهو مكظوم أي: وهو في بطنها قد كظمت عليه، أو نادى وهو مغتم مهتم فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجاب الله له، وقذفته الحوت من بطنها بالعراء وهو سقيم، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، ولهذا قال هنا:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء أي: لطرح في العراء، وهي الأرض الخالية
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49وهو مذموم ولكن الله تغمده برحمته فنبذ وهو ممدوح، وصارت حاله أحسن من حاله الأولى، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فاجتباه ربه أي: اختاره واصطفاه ونقاه من كل كدر،.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فجعله من الصالحين أي: الذين صلحت أعمالهم وأقوالهم ونياتهم، وأحوالهم فامتثل نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم، أمر الله، فصبر لحكم ربه صبرا لا يدركه فيه أحد من العالمين. فجعل الله له العاقبة ، والعاقبة للمتقين ، ولم يبلغ أعداؤه فيه إلا ما يسوءهم، حتى إنهم حرصوا على أن يزلقوه بأبصارهم أي: يصيبوه
[ ص: 1872 ] بأعينهم، من حسدهم وغيظهم وحنقهم، هذا منتهى ما قدروا عليه من الأذى الفعلي، والله حافظه وناصره، وأما الأذى القولي، فيقولون فيه أقوالا بحسب ما توحي إليهم قلوبهم، فيقولون تارة "مجنون" وتارة "شاعر" وتارة "ساحر ".
قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وما هو إلا ذكر للعالمين أي: وما هذا القرآن العظيم، والذكر الحكيم، إلا ذكر للعالمين، يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم، والحمد لله.
تم تفسير سورة القلم، والحمد لله رب العالمين.
nindex.php?page=treesubj&link=29786_30532_30550_34207_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=45وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِيّ مَتِينٌ nindex.php?page=treesubj&link=30549_34141_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أَمْ تَسْألُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29692_30175_30549_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=19570_30614_31975_33177_34089_34242_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ nindex.php?page=treesubj&link=19570_29676_31780_31975_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ nindex.php?page=treesubj&link=31975_33177_34163_34513_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_31788_32024_34212_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=51وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ nindex.php?page=treesubj&link=29785_31048_34225_29039nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ
أَيْ: دَعْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فَإِنَّ عَلَيَّ جَزَاءَهُمْ، وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ، فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ فَنَمُدُّهُمْ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، وَنَمُدُّهُمْ فِي الْأَرْزَاقِ وَالْأَعْمَالِ، لِيَغْتَرُّوا وَيَسْتَمِرُّوا عَلَى مَا يَضُرُّهُمْ، وَهَذَا مِنْ كَيْدِ اللَّهِ لَهُمْ، وَكَيْدُ اللَّهِ لِأَعْدَائِهِ، مَتِينٌ قَوِيٌّ، يَبْلُغُ مِنْ ضَرَرِهِمْ وَعُقُوبَتِهِمْ كُلَّ مَبْلَغٍ .
[ ص: 1871 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=46أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ أَيْ: لَيْسَ لِنُفُورِهِمْ عَنْكَ، وَعَدَمِ تَصْدِيقِهِمْ لَكَ سَبَبٌ يُوجِبُ لَهُمْ ذَلِكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُهُمْ، وَتَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، لِمَحْضِ مَصْلَحَتِهِمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ تَطْلُبَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ مُغْرَمًا يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=47أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ مَا كَانَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْغُيُوبِ، وَقَدْ وَجَدُوا فِيهَا أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ، وَأَنَّ لَهُمُ الثَّوَابَ عِنْدَ اللَّهِ، فَهَذَا أَمْرٌ مَا كَانَ، وَإِنَّمَا كَانَتْ حَالُهُمْ حَالَ مُعَانِدٍ ظَالِمٍ.
فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الصَّبْرُ لِأَذَاهُمْ، وَالتَّحَمُّلُ لِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ، وَالِاسْتِمْرَارُ عَلَى دَعْوَتِهِمْ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ أَيْ: لَمَّا حَكَمَ بِهِ شَرْعًا وَقَدَرًا، فَالْحُكْمُ الْقَدَرِيُّ، يَصْبِرُ عَلَى الْمُؤْذِي مِنْهُ، وَلَا يَتَلَقَّى بِالسُّخْطِ وَالْجَزَعِ، وَالْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ، يُقَابَلُ بِالْقَبُولِ وَالتَّسْلِيمِ، وَالِانْقِيَادِ التَّامِّ لِأَمْرِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ وَهُوَ
يُونُسُ بْنُ مَتَّى، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَيْ: وَلَا تُشَابِهُهُ فِي الْحَالِ، الَّتِي أَوْصَلَتْهُ، وَأَوْجَبَتْ لَهُ الِانْحِبَاسَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، وَهُوَ عَدَمُ صَبْرِهِ عَلَى قَوْمِهِ، الصَّبْرُ الْمَطْلُوبُ مِنْهُ، وَذَهَابُهُ مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ، حَتَّى رَكِبَ فِي الْبَحْرِ، فَاقْتَرَعَ أَهْلُ السَّفِينَةِ حِينَ ثَقُلَتْ بِأَهْلِهَا أَيُّهُمْ يُلْقُونَ لِكَيْ تَخِفَّ بِهِمْ، فَوَقَعَتِ الْقَرْعَةُ عَلَيْهِ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=48إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ أَيْ: وَهُوَ فِي بَطْنِهَا قَدْ كَظَمَتْ عَلَيْهِ، أَوْ نَادَى وَهُوَ مُغْتَمُّ مُهْتَمٌّ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، وَقَذَفَتْهُ الْحُوتُ مِنْ بَطْنِهَا بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنْبَتَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينَ، وَلِهَذَا قَالَ هُنَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ أَيْ: لِطُرِحَ فِي الْعَرَاءِ، وَهِيَ الْأَرْضُ الْخَالِيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=49وَهُوَ مَذْمُومٌ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَغَمَّدَهُ بِرَحْمَتِهِ فَنُبِذَ وَهُوَ مَمْدُوحٌ، وَصَارَتْ حَالُهُ أَحْسَنَ مِنْ حَالِهِ الْأُولَى، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ أَيِ: اخْتَارَهُ وَاصْطَفَاهُ وَنَقَّاهُ مِنْ كُلِّ كَدَرٍ،.
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=50فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ أَيِ: الَّذِينَ صَلَحَتْ أَعْمَالُهُمْ وَأَقْوَالُهُمْ وَنِيَّاتُهُمْ، وَأَحْوَالُهُمْ فَامْتَثَلَ نَبِيُّنَا
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْرَ اللَّهِ، فَصَبَرَ لِحُكْمِ رَبِّهِ صَبْرًا لَا يُدْرِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ. فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْعَاقِبَةَ ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَعْدَاؤُهُ فِيهِ إِلَّا مَا يَسُوءُهُمْ، حَتَّى إِنَّهُمْ حَرِصُوا عَلَى أَنْ يَزْلِقُوهُ بِأَبْصَارِهِمْ أَيْ: يُصِيبُوهُ
[ ص: 1872 ] بِأَعْيُنِهِمْ، مِنْ حَسَدِهِمْ وَغَيْظِهِمْ وَحِنْقِهِمْ، هَذَا مُنْتَهَى مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْأَذَى الْفِعْلِيِّ، وَاللَّهُ حَافِظُهُ وَنَاصِرُهُ، وَأَمَّا الْأَذَى الْقَوْلِيُّ، فَيَقُولُونَ فِيهِ أَقْوَالًا بِحَسَبِ مَا تُوحِي إِلَيْهِمْ قُلُوبُهُمْ، فَيَقُولُونَ تَارَةً "مَجْنُونٌ" وَتَارَةً "شَاعِرٌ" وَتَارَةً "سَاحِرٌ ".
قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=52وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ أَيْ: وَمَا هَذَا الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ، وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالِمِينَ، يَتَذَكَّرُونَ بِهِ مَصَالِحَ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقَلَمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.