الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع

                                                                                                                                                                                                                              في حيائه صلى الله عليه وسلم وعدم مواجهته أحدا بشيء يكرهه

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان ، وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه رجل صفرة فقال : لو أمرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة ، وكان لا يكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه البخاري في الأدب بلفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما يواجه الرجل بشيء يكرهه ، فدخل عليه يوما رجل وعليه أثر صفرة ، فلما قام قال لأصحابه : لو غير ، أو نزع هذه الصفرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شيئا لم يقل له : قلت كذا وكذا ، قال : «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا لا يسأل عن شيء إلا أعطى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي عن هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خافض الطرف ، جل نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ، فحمد الله تعالى ، ثم قال : «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوالله إني لأعلمهم بالله تعالى ، وأشدهم له خشية» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء [ ص: 24 ] من العواتق في خدورها» ورواه الإمام أحمد والبيهقي وأبو داود عن أبي سعيد بلفظ : «من العذارى» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية