الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 187 ] سورة النحل

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله تعالى: أتى أمر الله : في "أتى" وجهان، أحدهما: وهو المشهور - أنه ماض لفظا مستقبل معنى; إذ المراد به يوم القيامة، وإنما أبرز في صورة ما وقع وانقضى تحقيقا له ولصدق المخبر به. والثاني: أنه على بابه، والمراد به مقدماته وأوائله، وهو نصر رسوله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فلا تستعجلوه في الضمير المنصوب وجهان، أظهرهما: أنه للأمر، فإنه هو المحدث عنه. والثاني: أنه لله، أي: فلا تستعجلوا عذابه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: عما يشركون يجوز أن تكون "ما" مصدرية فلا عائد عند الجمهور، أي: عن إشراكهم به غيره، وأن تكون موصولة اسمية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة: فلا تستعجلوه بالتاء خطابا للمؤمنين أو للكافرين. وابن جبير بالياء من تحت عائدا على الكفار أو المؤمنين. [ ص: 188 ] وقرأ الأخوان: "تشركون" بتاء الخطاب جريا على الخطاب في "تستعجلوه" والباقون بالياء عودا على الكفار. وقرأ الأعمش وطلحة والجحدري وجم غفير بالتاء من فوق في الفعلين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية