الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 448 ] ثم دخلت سنة أربع وثمانين وثلاثمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها عظم الخطب بأمر العيارين ، وعاثوا ببغداد فسادا ، وأخذوا العملات الثقال ليلا ونهارا ، وحرقوا أماكن كثيرة ، وأخذوا من الأسواق الجبايات ، وتطلبهم الشرط ، فلم يفد ذلك شيئا ، ولا فكروا فيهم ، بل استمروا على ما هم عليه من أخذ الأموال ، وقتل الرجال ، وإرعاب النساء والأطفال ، في سائر المحال . فلما تفاقم الحال بهم تطلبهم السلطان بهاء الدولة ، وألح في طلبهم ، فهربوا من بين يديه ، واستراح الناس من شرهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ذي القعدة عزل الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى الموسوي وولداه اللذان كانا وليي عهده من بعده عن نقابة الطالبيين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ورجع ركب العراق في هذه السنة من أثناء الطريق بعدما فاتهم وقت الحج ، وذلك أن الأصيفر الأعرابي الذي كان قد تكفل بحراستهم اعترض لهم في الطريق ، وذكر لهم أن الدنانير التي كانت أطلقت له من دار الخلافة كانت دراهم مطلية ، وأنه يريد بدلها من الحجيج ، وإلا لا يتركهم يجاوزوا هذا [ ص: 449 ] الموضع ، فمانعوه وراجعوه ، فحبسهم عن المسير حتى ضاق الوقت ، ولم يبق منه ما يلحقوا الحج فيه ، فرجعوا إلى بلادهم ، ولم يحج منهم أحد ، وكذلك لم يحج من الركب الشامي ولا أهل اليمن أحد ، وإنما حج أهل مصر والمغرب خاصة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي يوم عرفة قلد الشريف أبو الحسن الزينبي محمد بن علي بن أبي تمام الزينبي نقابة العباسيين ، وقرئ عهده بين يدي الخليفة بحضرة القضاة والأعيان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية