تَفْسِيرُ سُورَةِ الْغَاشِيَةِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30291_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ nindex.php?page=treesubj&link=30351_30437_30539_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=30351_30437_30539_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=30434_30437_30539_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً nindex.php?page=treesubj&link=30434_30442_30539_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=30442_30539_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ nindex.php?page=treesubj&link=30442_30539_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30349_34135_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=19624_29680_30349_34135_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30384_30387_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_34337_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ [ ص: 1962 ] nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30387_29059nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
يَذْكُرُ تَعَالَى أَحْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْأَهْوَالِ الطَّامَّةِ، وَأَنَّهَا تَغْشَى الْخَلَائِقَ بِشَدَائِدِهَا، فَيُجَازَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَيَتَمَيَّزُونَ إِلَى فَرِيقَيْنِ: فَرِيقًا فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقًا فِي السَّعِيرِ.
فَأَخْبَرَ عَنْ وَصْفِ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ فِي وَصْفِ أَهْلِ النَّارِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2خَاشِعَةٌ مِنَ الذُّلِّ، وَالْفَضِيحَةِ وَالْخِزْيِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ أَيْ: تَاعِبَةٌ فِي الْعَذَابِ، تَجُرُّ عَلَى وُجُوهِهَا، وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ.
وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ فِي الدُّنْيَا لِكَوْنِهِمْ فِي الدُّنْيَا أَهْلَ عِبَادَاتٍ وَعَمَلٍ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا عَدَمَ شَرْطَهُ وَهُوَ الْإِيمَانُ، صَارَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ هَبَاءً مَنْثُورًا، وَهَذَا الِاحْتِمَالُ وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى، فَلَا يَدُلُّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ، بَلِ الصَّوَابُ الْمَقْطُوعُ بِهِ هُوَ الِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ، لِأَنَّهُ قَيَّدَهُ بِالظَّرْفِ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَلِأَنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا بَيَانُ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ عُمُومًا، وَذَلِكَ الِاحْتِمَالُ جُزْءٌ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَهْلِ النَّارِ؛ وَلِأَنَّ الْكَلَامَ فِي بَيَانِ حَالِ النَّاسِ عِنْدَ غَشَيَانِ الْغَاشِيَةِ، فَلَيْسَ فِيهِ تَعَرُّضٌ لِأَحْوَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً أَيْ: شَدِيدًا حَرُّهَا، تُحِيطُ بِهِمْ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ أَيْ: شَدِيدَةُ الْحَرَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ فَهَذَا شَرَابُهُمْ.
وَأَمَّا طَعَامُهُمْ فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الطَّعَامِ أَحَدُ أَمْرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَسُدَّ جُوعَ صَاحِبِهِ وَيُزِيلَ عَنْهُ أَلَمَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَسْمَنَ بَدَنُهُ مِنَ الْهُزَالِ، وَهَذَا الطَّعَامُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ، بَلْ هُوَ طَعَامٌ فِي غَايَةِ الْمَرَارَةِ وَالنَّتَنِ وَالْخِسَّةِ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.
وَأَمَّا أَهْلُ الْخَيْرِ، فَوُجُوهُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8نَاعِمَةٌ أَيْ: قَدْ جَرَتْ عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ، فَنَضَرَتْ أَبْدَانُهُمْ، وَاسْتَنَارَتْ وُجُوهُهُمْ، وَسُرُّوا غَايَةَ السُّرُورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لِسَعْيِهَا الَّذِي قَدَّمَتْهُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى عِبَادِ اللَّهِ،
[ ص: 1963 ] nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9رَاضِيَةٌ إِذْ وَجَدَتْ ثَوَابَهُ مُدَّخَرًا مُضَاعَفًا، فَحَمَدَتْ عُقْبَاهُ، وَحَصَلَ لَهَا كُلُّ مَا تَتَمَنَّاهُ، وَذَلِكَ أَنَّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10فِي جَنَّةٍ جَامِعَةٍ لِأَنْوَاعِ النَّعِيمِ كُلِّهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10عَالِيَةٍ فِي مَحَلِّهَا وَمَنَازِلِهَا، فَمَحَلُّهَا فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَمَنَازِلُهَا مَسَاكِنُ عَالِيَةٌ، لَهَا غُرَفٌ وَمِنْ فَوْقِ الْغَرْفِ غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ يُشْرِفُونَ مِنْهَا عَلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=23قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ أَيْ: كَثِيرَةُ الْفَوَاكِهِ اللَّذِيذَةِ، الْمُثْمِرَةِ بِالثِّمَارِ الْحَسَنَةِ، السَّهْلَةِ التَّنَاوُلِ، بِحَيْثُ يَنَالُونَهَا عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانُوا، لَا يَحْتَاجُونَ أَنْ يَصْعَدُوا شَجَرَةً، أَوْ يَسْتَعْصِيَ عَلَيْهِمْ مِنْهَا ثَمَرَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لا تَسْمَعُ فِيهَا أَيِ: الْجَنَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لاغِيَةً أَيْ: كَلِمَةَ لَغْوٍ وَبَاطِلٍ، فَضْلًا عَنِ الْكَلَامِ الْمُحَرَّمِ، بَلْ كَلَامُهُمْ كَلَامٌ حَسَنٌ نَافِعٌ مُشْتَمِلٌ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَذَكَرَ نِعَمَهُ الْمُتَوَاتِرَةَ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى الْآدَابِ الْحَسَنَةِ بَيْنَ الْمُتَعَاشِرِينَ، الَّذِي يَسُرُّ الْقُلُوبَ، وَيَشْرَحُ الصُّدُورَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ وَهَذَا اسْمُ جِنْسٍ أَيْ: فِيهَا الْعُيُونُ الْجَارِيَةُ الَّتِي يُفَجِّرُونَهَا وَيَصْرِفُونَهَا كَيْفَ شَاءُوا، وَأَنَّى أَرَادُوا.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ و" السُّرُرُ "جَمْعُ" سَرِيرٍ" وَهِيَ الْمَجَالِسُ الْمُرْتَفِعَةُ فِي ذَاتِهَا، وَبِمَا عَلَيْهَا مِنَ الْفُرُشِ اللَّيِّنَةِ الْوَطِيئَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ أَيْ: أَوَانٍ مُمْتَلِئَةٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ اللَّذِيذَةِ، قَدْ وُضِعَتْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأُعِدَّتْ لَهُمْ، وَصَارَتْ تَحْتَ طَلَبِهِمْ وَاخْتِيَارِهِمْ، يَطُوفُ بِهَا عَلَيْهِمِ الْوِلْدَانُ الْمُخَلَّدُونَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ أَيْ: وَسَائِدُ مِنَ الْحَرِيرِ وَالِاسْتَبْرَقِ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، قَدْ صُفَّتْ لِلْجُلُوسِ وَالِاتِّكَاءِ عَلَيْهَا، وَقَدْ أُرِيحُوا عَنْ أَنْ يَضَعُوهَا، وَ يَصِفُّوهَا بِأَنْفُسِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ وَالزَّرَابِيُّ هِيَ: الْبَسْطُ الْحِسَانُ، مَبْثُوثَةٌ أَيْ: مَمْلُوءَةٌ بِهَا مَجَالِسُهُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ.