تَفْسِيرُ سُورَةِ الْهَاكُمِ التَّكَاثُرُ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=30196_32407_32506_32507_32944_34310_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=1أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ nindex.php?page=treesubj&link=32872_34310_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ nindex.php?page=treesubj&link=18800_30532_30539_32925_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كَلًّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=4ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ nindex.php?page=treesubj&link=30428_30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=6لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ nindex.php?page=treesubj&link=30532_30539_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=7ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ nindex.php?page=treesubj&link=30532_29073nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=8ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [ ص: 1991 ] يَقُولُ تَعَالَى مُوَبِّخًا عِبَادَهُ عَنِ اشْتِغَالِهِمْ عَمَّا خُلِقُوا لَهُ مِنْ عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَمَعْرِفَتِهِ، وَالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ، وَتَقْدِيمِ مَحَبَّتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=1أَلْهَاكُمُ عَنْ ذَلِكَ الْمَذْكُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=1التَّكَاثُرُ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُتَكَاثِرَ بِهِ، لِيَشْمَلَ ذَلِكَ كُلَّ مَا يَتَكَاثَرُ بِهِ الْمُتَكَاثِرُونَ، وَيَفْتَخِرُ بِهِ الْمُفْتَخِرُونَ، مِنَ التَّكَاثُرِ فِي الْأَمْوَالِ، وَالْأَوْلَادِ، وَالْأَنْصَارِ، وَالْجُنُودِ، وَالْخَدَمِ، وَالْجَاهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُقْصَدُ مِنْهُ مُكَاثَرَةُ كُلِّ وَاحِدٍ لِلْآخَرِ، وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ وَجْهَ اللَّهِ.
فَاسْتَمَرَّتْ غَفْلَتُكُمْ وَلَهْوَتُكُمْ وَتَشَاغُلُكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ فَانْكَشَفَ حِينَئِذٍ لَكُمْ الْغِطَاءُ، وَلَكِنْ بَعْدَ مَا تَعَذَّرَ عَلَيْكُمُ اسْتِئْنَافُهُ. وَدَلَّ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=2حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29663الْبَرْزَخَ دَارٌ مَقْصُودٌ مِنْهَا النُّفُوذُ إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ ، لِأَنَّ اللَّهَ سَمَّاهُمْ زَائِرِينَ، وَلَمْ يُسَمِّهِمْ مُقِيمِينَ.
فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ عَلَى الْأَعْمَالِ فِي دَارٍ بَاقِيَةٍ غَيْرِ فَانِيَةٍ، وَلِهَذَا تَوَعَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=4ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ أَيْ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَمَامَكُمْ عِلْمًا يَصِلُ إِلَى الْقُلُوبِ، لَمَّا أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، وَلَبَادَرْتُمْ إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.
وَلَكِنْ عَدَمُ الْعِلْمِ الْحَقِيقِيِّ، صَيَّرَكُمْ إِلَى مَا تَرَوْنَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=6لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ أَيْ: لَتَرِدُنَّ الْقِيَامَةَ، فَلْتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=7ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ أَيْ: رُؤْيَةً بَصَرِيَّةً، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=8ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ الَّذِي تَنَعَّمْتُمْ بِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، هَلْ قُمْتُمْ بِشُكْرِهِ، وَأَدَّيْتُمْ حَقَّ اللَّهِ فِيهِ، وَلَمْ تَسْتَعِينُوا بِهِ، عَلَى مَعَاصِيهِ، فَيَنْعَمُكُمْ نَعِيمًا أَعْلَى مِنْهُ وَأَفْضَلَ.
أَمِ اغْتَرَرْتُمْ بِهِ، وَلَمْ تَقُومُوا بِشُكْرِهِ؟ بَلْ رُبَّمَا اسْتَعَنْتُمْ بِهِ عَلَى الْمَعَاصِي فَيُعَاقِبُكُمْ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=20وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ الْآيَةَ.