الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17861 باب الأسير يؤخذ عليه أن يبعث إليهم بفداء أو يعود في إسارهم

                                                                                                                                                ( قال الشافعي - رحمه الله ) : روي عن الأوزاعي : يعود في إسارهم إن لم يعطهم المال . قال : ومن ذهب مذهب الأوزاعي ، ومن قال بقوله فإنما يحتج - فيما أراه - بما روي عن بعضهم أنه روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح أهل الحديبية أن يرد من جاءه منهم بعد الصلح مسلما ، فجاءه أبو جندل فرده إلى أبيه ، وأبو بصير فرده ، فقتل أبو بصير المردود معه ، ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " قد وفيت لهم ونجاني الله منهم " فلم يرده النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يعب ذلك عليه وتركه ، فكان بطريق الشام يقطع على كل مال لقريش ، حتى سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضمه إليه لما نالهم من أذاه . ( قال الشافعي ) وهذا حديث قد رواه بعض أهل المغازي كما وصفت ، ولا يحضرني ذكر إسناده .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ : أخبرناه ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، قال الزهري : أخبرني عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم . . فذكر حديث صلح الحديبية ، وذكر فيه قصة أبي جندل ، وأبي بصير بنحو من هذا ، وأتم منه .

                                                                                                                                                ( قال الشيخ ) : وإنما رد النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا جندل إليهم [ ص: 145 ] لأنه كان لا يخاف عليه في الرد لمكان أبيه ، وكذلك أشار على أبي بصير بالرجوع إليهم في الابتداء لذلك - والله أعلم - وسيرد كلام الشافعي - إن شاء الله - عليه في كتاب الجزية .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية