الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                18081 باب المجوس أهل كتاب والجزية تؤخذ منهم

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ الربيع بن سليمان ، أنبأ الشافعي ، أنبأ سفيان بن عيينة ، عن أبي سعد سعيد بن المرزبان ، عن نصر بن عاصم قال : قال فروة بن نوفل الأشجعي : علام تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا بأهل كتاب ؟ [ ص: 189 ] فقام إليه المستورد ، فأخذ بلببه فقال : يا عدو الله ، تطعن على أبي بكر ، وعمر - رضي الله عنهما - وعلى أمير المؤمنين يعني عليا - رضي الله عنه - وقد أخذوا منهم الجزية ؟ فذهب به إلى القصر ، فخرج علي - رضي الله عنه - عليهما ، فقال : البدا ، فجلسا في ظل القصر فقال علي - رضي الله عنه : أنا أعلم الناس بالمجوس ، كان لهم علم يعلمونه ، وكتاب يدرسونه ، وإن ملكهم سكر فوقع على ابنته ، أو أخته ، فاطلع عليه بعض أهل مملكته ، فلما صحا جاءوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم ، فدعا أهل مملكته فلما أتوه قال : تعلمون دينا خيرا من دين آدم ، وقد كان ينكح بنيه من بناته ؟ وأنا على دين آدم ما يرغب بكم عن دينه ؟ ! قال : فبايعوه وقاتلوا الذين خالفوهم حتى قتلوهم ، فأصبحوا وقد أسري على كتابهم ، فرفع من بين أظهرهم ، وذهب العلم الذي في صدورهم ، فهم أهل كتاب ، وقد أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، وعمر - رضي الله عنهما - منهم الجزية .

                                                                                                                                                ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد العاصمي يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : وهم ابن عيينة في هذا الإسناد ؛ رواه عن أبي سعد البقال ، فقال : عن نصر بن عاصم ، ونصر بن عاصم هو الليثي ، وإنما هو عيسى بن عاصم الأسدي كوفي ، قال ابن خزيمة : والغلط فيه من ابن عيينة لا من الشافعي ؛ فقد رواه عن ابن عيينة غير الشافعي فقال : عن نصر بن عاصم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية