الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            44 - 21 - باب فيما أعده الله - سبحانه وتعالى - لأهل الجنة .

                                                                                            18727 - عن عتبة بن عبد الله قال : جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما حوضك الذي تحدث عنه ؟ قال : " كما بين البيضاء إلى بصرى ، يمدني الله فيه بكراع ، لا يدري إنسان [ ممن ] خلق أين طرفاه ؟ " . فكبر عمر ، فقال : " أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل الله ، ويموتون في سبيل الله ، وأرجو أن يوردني الكراع فأشرب منه " . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ، ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ، ثم يحثي ربي - تبارك وتعالى - بكفيه ثلاث حثيات " . فكبر عمر ، وقال : " إن السبعين الأولى يشفعهم الله في آبائهم ، وأبنائهم ، وعشائرهم ، وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر . فقال الأعرابي : يا رسول الله ، فيها فاكهة ؟ قال : " نعم . وفيها شجرة تدعى طوبى ، طابق الفردوس " ، فقال : أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال : " ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ، ولكن أتيت الشام ؟ " . قال : لا يا رسول الله ، قال : " فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة ، تنبت على ساق واحد ، ثم ينتشر أعلاها " .

                                                                                            قال : فما عظم أصلها ؟ قال : " لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرما " . قال : فيها عنب ؟ قال : " نعم " . قال : ما عظم العنقود فيها ؟ . قال : " مسيرة شهر للغراب الأبقع ، لا ينثني ولا يفتر " . قال : فما عظم الحبة منه ؟ قال : " هل ذبح أبوك تيسا من غنمه عظيما ؟ " . قال : نعم . قال : " فسلخ إهابها فأعطاه أمك ، فقال : ادبغي هذا ، ثم أفري لنا منه ذنوبا نروي [ به ] ماشيتنا ؟ " . قال : نعم . قال : " فإن [ ص: 414 ] تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي ؟ " . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " وعامة عشيرتك
                                                                                            " . رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له ، وفي الكبير ، وأحمد باختصار عنهما ، وفيه عامر بن البكالي ، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية