الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                19257 ( باب : ما جاء في قوله أقسم أو أقسمت )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد ، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان أبو هريرة يحدث : أن رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني رأيت الليلة ظلة ، ينطف منها السمن والعسل ، فأرى الناس يتكففون في أيديهم ، فالمستكثر والمستقل ، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض ، فأراك يا رسول الله ، أخذت به فعلوت ، ثم أخذ به رجل آخر فعلا ، ثم أخذ به رجل آخر فعلا ، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ، ثم وصل له فعلا . قال أبو بكر - رضي الله عنه - أي رسول الله بأبي أنت والله ، لتدعني فلأعبرها . فقال : اعبرها . فقال : أما الظلة فظلة الإسلام ، وأما التنطف من السمن والعسل ، فهو القرآن ولينه وحلاوته ، وأما [ ص: 39 ] المستكثر والمستقل ، فهو المستكثر من القرآن والمستقل منه ، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض ، فهو الحق الذي أنت عليه ، تأخذ به فيعليك الله ، ثم يأخذ به بعدك رجل آخر فيعلو به ، ثم يأخذ به آخر بعده فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل آخر فيقطع به ، ثم يوصل فيعلو به . أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتحدثني أصبت أم أخطأت ؟ قال : " أصبت بعضا وأخطأت بعضا " . قال : أقسمت ، بأبي أنت يا رسول الله ، لتحدثني بالذي أخطأت . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " لا تقسم " . رواه مسلم في الصحيح ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق . إلا أنه قال عن عبيد الله أحيانا ، عن ابن عباس . وأحيانا ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                                                ( وكما رواه الرمادي ) ، رواه محمد بن يحيى الذهلي وفياض بن زهير وأحمد بن أزهر . ( ورواه ) أحمد بن يوسف السلمي ، فقال : كان معمر يقول مرة عن أبي هريرة ، ومرة عن ابن عباس ، أن أبا هريرة يحدث . ( ورواه ) إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق فقال : عن ابن عباس أن رجلا جاء ، ورواه سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس قال : جاء رجل ، وقال في الحديث : أقسمت عليك .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية