الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                19266 ( باب : ما جاء في الحلف بصفات الله - تعالى - كالعزة ، والقدرة ، والجلال ، والكبرياء ، والعظمة ، والكلام ، والسمع ، ونحو ذلك )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ، أنبأ علي بن محمد بن عيسى ، ثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن [ ص: 42 ] الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي : أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أخبرهما : أن الناس قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " هل تمارون في القمر ليلة البدر ، ليس دونه سحاب ؟ " . قالوا : لا ، يا رسول الله . قال : " فهل تمارون في الشمس ، ليس دونها سحاب ؟ " . قالوا : لا ، يا رسول الله . قال : فإنكم ترونه كذلك . وذكر الحديث ، قال : " ويبقى رجل هو بين الجنة والنار ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة مقبل بوجهه على النار ، يقول : يا رب ، اصرف وجهي عن النار ، فإنه قد قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاؤها . فيقول الله - عز وجل : فهل عسيت إن فعلت ذلك بك ، أن تسأل غير ذلك ؟ فيقول : لا وعزتك . فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق ، فيصرف الله وجهه عن النار . فإذا أقبل بوجهه على الجنة ، فرأى بهجتها ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب ، قدمني عند باب الجنة . فيقول الله : ألست قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت ؟ فيقول : يا رب ، لا أكون أشقى خلقك . فيقول : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره ؟ فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غير ذلك . وذكر الحديث إلى أن قال : ثم يأذن له في دخول الجنة ، فيقول له : تمن . فيتمنى حتى إذا انقطع به ، قال الله - تبارك وتعالى : من كذا وكذا فسل . يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني ، قال الله : لك ذلك ومثله معه . قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة - رضي الله عنه : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لك ذلك وعشرة أمثاله " . رواه البخاري في الصحيح ، عن أبي اليمان . ورواه مسلم ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبي اليمان .

                                                                                                                                                ( قال البخاري ) : وقال أيوب النبي - صلى الله عليه وسلم : وعزتك لا غنى بي عن بركتك . وفي حديث قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة جهنم ، فتقول : قط قط وعزتك . ( قال الشيخ ) : وفي حديث أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذي يغمس في الجنة ، فيقال له : هل رأيت بؤسا قط ؟ يقول : لا وعزتك وجلالك .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية