الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 297 ] القول في تأويل قوله ( لتنذر به وذكرى للمؤمنين ( 2 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك تعالى ذكره : هذا كتاب أنزلناه إليك ، يا محمد ، لتنذر به من أمرتك بإنذاره ، ( وذكرى للمؤمنين ) وهو من المؤخر الذي معناه التقديم . ومعناه : " كتاب أنزل إليك لتنذر به " ، و " ذكرى للمؤمنين " ، " فلا يكن في صدرك حرج منه " .

وإذا كان ذلك معناه ، كان موضع قوله : ( وذكرى ) نصبا ، بمعنى : أنزلنا إليك هذا الكتاب لتنذر به ، وتذكر به المؤمنين .

ولو قيل معنى ذلك : هذا كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه ، أن تنذر به ، وتذكر به المؤمنين كان قولا غير مدفوعة صحته .

وإذا وجه معنى الكلام إلى هذا الوجه ، كان في قوله : ( وذكرى ) من الإعراب وجهان :

أحدهما : النصب بالرد على موضع " لتنذر به " .

والآخر : الرفع ، عطفا على " الكتاب " ، كأنه قيل : " المص كتاب أنزل إليك " ، و " ذكرى للمؤمنين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية