الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( فوسوس لهما ) ، فوسوس إليهما ، وتلك " الوسوسة " كانت قوله لهما : ( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) ، وإقسامه لهما على ذلك .

وقيل : " وسوس لهما " ، والمعنى ما ذكرت ، كما قيل : " غرضت إليه " ، بمعنى : اشتقت إليه ، وإنما تعني : غرضت من هؤلاء إليه . فكذلك معنى ذلك . [ ص: 347 ]

فوسوس من نفسه إليهما الشيطان بالكذب من القيل ، ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ، كما قال رؤبة :


وسوس يدعو مخلصا رب الفلق



ومعنى الكلام : فجذب إبليس إلى آدم حواء ، وألقى إليهما : ما نهاكما ربكما عن أكل ثمر هذه الشجرة ، إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ليبدي لهما ما واراه الله عنهما من عوراتهما فغطاه بستره الذي ستره عليهما .

وكان وهب بن منبه يقول في الستر الذي كان الله سترهما به ، ما : -

14393 - حدثني به حوثرة بن محمد المنقري قال ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن ابن منبه ، في قوله : ( فبدت لهما سوآتهما ) ، قال : كان عليهما نور ، لا ترى سوآتهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية