الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ( 21 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( وقاسمهما ) ، وحلف لهما ، كما قال في موضع آخر : ( تقاسموا بالله لنبيتنه ) ، [ سورة النمل : 49 ] ، بمعنى تحالفوا بالله ، وكما قال خالد بن زهير [ ابن ] عم أبي ذؤيب :


[ ص: 350 ] وقاسمها بالله جهدا لأنتم ألذ من السلوى إذا ما نشورها



بمعنى : وحالفهما بالله ، وكما قال أعشى بني ثعلبة :


رضيعي لبان ، ثدي أم تقاسما     بأسحم داج عوض لا نتفرق



بمعنى تحالفا . [ ص: 351 ]

وقوله : ( إني لكما لمن الناصحين ) أي : لممن ينصح لكما في مشورته لكما ، وأمره إياكما بأكل ثمر الشجرة التي نهيتما عن أكل ثمرها ، وفي خبري إياكما بما أخبركما به ، من أنكما إن أكلتماه كنتما ملكين أو كنتما من الخالدين ، كما : -

14396 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) ، فحلف لهما بالله حتى خدعهما ، وقد يخدع المؤمن بالله ، فقال : إني خلقت قبلكما ، وأنا أعلم منكما ، فاتبعاني أرشدكما . وكان بعض أهل العلم يقول : " من خادعنا بالله خدعنا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية