الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  باب قيام الروم

                                                                  20812 قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن حميد بن هلال العدوي عن رجل سماه ، عن ابن مسعود قال : إنا لجلوس عنده بالكوفة إذ هاجت ريح حمراء ، فجعل الناس يقولون : قامت الساعة ، حتى جاء رجل ليس له هجيرى ، يقول : قد قامت الساعة يا ابن مسعود ، قد قامت الساعة يا ابن مسعود فاستوى جالسا وغضب ، وكان متكئا ، فقال : والله لا تقوم الساعة حتى لا يقسم [ ص: 386 ] ميراث ، ولا يفرح بغنيمة ، وقال : إنها ستكون بينكم وبين هؤلاء ردة - قال حميد : فقلت للرجل : الروم تعني ؟ قال : نعم - ويستمد المؤمنون بعضهم بعضا ، فيقتلون ، فتشترط شرطة للموت ألا يرجعوا إلا غالبين ، فيقتتلون حتى يحول بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء ويفيء هؤلاء ، وكل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم اليوم الثاني كذلك ، ثم اليوم الثالث كذلك ، ثم اليوم الرابع ينهد إليهم بقية المسلمين فيقتلون مقتلة لم ير مثلها ، حتى إن بني الأب كانوا يتعادون على مائة لا يبقى منهم إلا الرجل " ، قال ابن مسعود : أفيقسم هاهنا ميراث ؟ - قال معمر : وكان قتادة يصل هذا الحديث - قال : فينطلقون حتى يدخلوا قسطنطينية ، فيجدون فيها من الصفراء والبيضاء ، ما أن الرجل يتحجل حجلا ، فبينا هم كذلك إذ جاءهم الصريخ أن الدجال قد خلف في دياركم ، فيرفضون ما في أيديهم ، قال ابن مسعود : أفيفرح هاهنا بغنيمة ؟ فيبعثون منهم طليعة عشرة فوارس ، أو اثني عشر ، قال ابن مسعود : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف أسماءهم وقبائلهم ، وألوان خيولهم ، هم يومئذ خير فوارس [ ص: 387 ] في الأرض ، فيقاتلهم الدجال فيستشهدون " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية