الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 404 ] القول في تأويل قوله ( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 33 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : إنما حرم ربي الفواحش والشرك به ، أن تعبدوا مع الله إلها غيره ( ما لم ينزل به سلطانا ) ، يقول : حرم ربكم عليكم أن تجعلوا معه في عبادته شركا لشيء لم يجعل لكم في إشراككم إياه في عبادته حجة ولا برهانا ، وهو " السلطان " ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) ، يقول : وأن تقولوا إن الله أمركم بالتعري والتجرد للطواف بالبيت ، وحرم عليكم أكل هذه الأنعام التي حرمتموها وسيبتموها وجعلتموها وصائل وحوامي ، وغير ذلك مما لا تعلمون أن الله حرمه ، أو أمر به ، أو أباحه ، فتضيفوا إلى الله تحريمه وحظره والأمر به ، فإن ذلك هو الذي حرمه الله عليكم دون ما تزعمون أن الله حرمه ، أو تقولون إن الله أمركم به ، جهلا منكم بحقيقة ما تقولون وتضيفونه إلى الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية