الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                النوع التاسع : التصوير

                                                                                                                في " المقدمات " : لا يجوز عمل التماثيل على صورة الإنسان ، أو شيء من الحيوان ، لقوله عليه السلام : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم . وقوله عليه السلام : " إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل " . والمحرم من ذلك بإجماع ما له ظل قائم على صفة ما يحيى من الحيوان ، وما سوى ذلك من الرسوم في الحيطان ، والرقوم في الستور التي تنشر ، أو البسط التي تفرش ، أو الوسائد التي يرتفق بها مكروهة وليس بحرام في صحيح الأقوال ، لتعارض الآثار ، والتعارض شبهة ، وفيها أربعة أقوال : يحرم الجميع مرسوم في حائط ، أو ستر ، أو غيره ، وإباحة الجميع ، وإباحة غير المرسوم في الحيطان ، والرقوم في الستر التي تعلق ، ولا تمتهن بالبسط ، والجلوس عليها ، والذي يباح للعب الجواري به ما كان غير تام الخلقة لا يحيا ما كان صورته في العادة كالعظام التي يعمل لها وجوه بالرسم ، كالتصوير في الحائط ، وقال أصبغ الذي يباح ما يسرع له البلا ، قال في [ ص: 286 ] " البيان " : وإنما استخف الرقوم في الثياب ; لأنها رسوم لا أجساد لها ( ولا ) ظل شبه الحيوان ، ولا يحيا في العادة من هو هكذا ، والحديث دل على ما يمكن له روح : فيقال لهم : " أحيوا ما خلقتم " ، وجاز لعب الجواري بهذه الصور الناقصة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بلعب عائشة رضي الله عنها بها ، وبسيرها إليها ، فيجوز عملها ، وبيعها ; لأن في ذلك تهذيب طباع النساء من صغرهن على تربية الأولاد ، كما ألهم كل نبي في صغره رعاية الغنم ، ليتعود على سياسة الناس ; لأنه في الغنم يمنع قويها عن ضعيفها ، ويسير بسير أدناها ، ويرفق بصغارها ، ويلم شعثها في سقيها ، ومرعاها ، وكذلك يفعل بأمته عند نبوته .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية