الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 549 ] القول في تأويل قوله ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( 82 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وما كان جواب قوم لوط للوط ، إذ وبخهم على فعلهم القبيح ، وركوبهم ما حرم الله عليهم من العمل الخبيث ، إلا أن قال بعضهم لبعض : أخرجوا لوطا وأهله ولذلك قيل : " أخرجوهم " ، فجمع ، وقد جرى قبل ذكر " لوط " وحده دون غيره .

وقد يحتمل أن يكون إنما جمع بمعنى : أخرجوا لوطا ومن كان على دينه من قريتكم فاكتفى بذكر " لوط " في أول الكلام عن ذكر أتباعه ، ثم جمع في آخر الكلام ، كما قيل : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ) ، [ الطلاق : 1 ] .

وقد بينا نظائر ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

( إنهم أناس يتطهرون ) ، يقول : إن لوطا ومن تبعه أناس يتنزهون عما نفعله نحن من إتيان الرجال في الأدبار . [ ص: 550 ]

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا هانئ بن سعيد النخعي ، عن الحجاج ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : من أدبار الرجال وأدبار النساء .

14834 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن مجاهد : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، من أدبار الرجال وأدبار النساء .

14835 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحجاج قال ، حدثنا حماد ، عن الحجاج ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد في قوله : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : يتطهرون من أدبار الرجال والنساء .

14836 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : من أدبار الرجال ومن أدبار النساء .

14837 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، قال : يتحرجون .

14838 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( إنهم أناس يتطهرون ) ، يقول : عابوهم بغير عيب ، وذموهم بغير ذم .

التالي السابق


الخدمات العلمية