الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ( 94 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، معرفه سنته في الأمم التي قد خلت من قبل أمته ، ومذكر من كفر به من قريش ، لينزجروا عما كانوا عليه مقيمين من الشرك بالله ، والتكذيب لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( وما أرسلنا في قرية من نبي ) ، قبلك ( إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) ، وهو البؤس وشظف المعيشة وضيقها و " الضراء " ، وهي الضر وسوء الحال في أسباب دنياهم ( لعلهم يضرعون ) ، يقول : فعلنا ذلك ليتضرعوا إلى ربهم ، ويستكينوا إليه ، وينيبوا ، بالإقلاع عن كفرهم ، والتوبة من تكذيب أنبيائهم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك .

14872 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( أخذنا أهلها بالبأساء والضراء ) ، يقول : بالفقر والجوع . [ ص: 573 ]

وقد ذكرنا فيما مضى الشواهد على صحة القول بما قلنا في معنى : " البأساء " ، و " الضراء " ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

وقيل : " يضرعون " ، والمعنى : يتضرعون ، ولكن أدغمت " التاء " في " الضاد " ، لتقارب مخرجهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية