الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل ( 105 ) قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ( 106 ) )

قال أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة قوله : " حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق " .

فقرأه جماعة من قراء المكيين والمدنيين والبصرة والكوفة : ( حقيق على أن لا أقول ) ، بإرسال "الياء" من "على" ، وترك تشديدها ، بمعنى : أنا حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق فوجهوا معنى "على" إلى معنى "الباء" كما يقال : "رميت بالقوس" و"على القوس" ، و"جئت على حال حسنة" و"بحال حسنة" . [ ص: 14 ] وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول : إذا قرئ ذلك كذلك ، فمعناه : حريص على أن لا أقول ، أو فحق أن لا أقول .

وقرأ ذلك جماعة من أهل المدينة : " حقيق علي ألا أقول" ، بمعنى : واجب علي أن لا أقول ، وحق علي أن لا أقول .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى ، قد قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القرأة ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب في قراءته الصواب .

وقوله : " قد جئتكم ببينة من ربكم " ، يقول : قال موسى لفرعون وملإه : قد جئتكم ببرهان من ربكم ، يشهد ، أيها القوم ، على صحة ما أقول ، وصدق ما أذكر لكم من إرسال الله إياي إليكم رسولا فأرسل يا فرعون معي بني إسرائيل . فقال له فرعون : " إن كنت جئت بآية " ، يقول : بحجة وعلامة شاهدة على صدق ما تقول " فأت بها إن كنت من الصادقين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية