الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قال نعم وإنكم لمن المقربين ( 114 ) قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ( 115 ) )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : قال فرعون للسحرة ، إذ قالوا له : إن لنا عندك ثوابا إن نحن غلبنا موسى؟ قال : نعم ، لكم ذلك ، وإنكم لممن أقربه وأدنيه مني "قالوا يا موسى " يقول : قالت السحرة لموسى : يا موسى ، اختر أن تلقي عصاك ، أو نلقي نحن عصينا . ولذلك أدخلت "أن" مع "إما" في الكلام ، لأنها في موضع أمر بالاختيار . ف"أن" إذا في موضع نصب لما وصفت من المعنى ، لأن معنى الكلام : اختر أن تلقي أنت ، أو نلقي نحن ، والكلام مع "إما" إذا كان على وجه الأمر ، فلا بد [ ص: 27 ] من أن يكون فيه "أن" ، كقولك للرجل : إما أن تمضي ، وإما أن تقعد" ، بمعنى الأمر : امض أو اقعد ، فإذا كان على وجه الخبر ، لم يكن فيه "أن" كقوله : ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ) [ التوبة : 106 ] . وهذا هو الذي يسمى "التخيير" وكذلك كل ما كان على وجه الخبر ، و"إما" في جميع ذلك مكسورة .

التالي السابق


الخدمات العلمية