الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ( 130 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولقد اختبرنا قوم فرعون وأتباعه على ما هم عليه من الضلالة "بالسنين" ، يقول : بالجدوب سنة بعد سنة ، والقحوط .

يقال منه : "أسنت القوم" ، إذا أجدبوا .

( ونقص من الثمرات ) ، يقول : واختبرناهم مع الجدوب بذهاب ثمارهم وغلاتهم إلا القليل ( لعلهم يذكرون ) ، يقول : عظة لهم وتذكيرا لهم ، لينزجروا عن ضلالتهم ، ويفزعوا إلى ربهم بالتوبة . وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

14976 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، [ ص: 46 ] عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله : ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) ، قال : سني الجوع .

14977 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( بالسنين ) ، الجائحة ( ونقص من الثمرات ) ، دون ذلك .

14978 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

14979 - حدثني القاسم بن دينار قال ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن رجاء بن حيوة في قوله : ( ونقص من الثمرات ) ، قال : حيث لا تحمل النخلة إلا تمرة واحدة .

14980 - حدثني ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن رجاء بن حيوة ، عن كعب قال : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا ثمرة .

14981 - حدثني المثنى قال ، حدثنا الحماني قال ، حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن رجاء بن حيوة : ( ونقص من الثمرات ) ، قال : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا ثمرة .

14982 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) ، أخذهم الله بالسنين ، بالجوع ، عاما فعاما ( ونقص من الثمرات ) ، فأما "السنين" فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم وأما "بنقص من الثمرات" فكان ذلك في أمصارهم وقراهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية