الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل

                                                                                                                                                                                                                              الباب الأول في شدة اجتهاده- صلى الله عليه وسلم- في العبادة

                                                                                                                                                                                                                              قال الله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك [الإسراء 79] .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، والشيخان ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن المغيرة بن شعبة ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- وابن عساكر وأبو يعلى ، والبزار ، والطبراني ، برجال الصحيح ، وأبو القاسم البغوي ، عن أنس ، والطبراني ، والخلعي ، وابن عساكر عن النعمان بن بشير ، والطبراني ، وابن عساكر ، والخطيب ، عن أبي جحيفة ، والطبراني عن عبد الله بن مسعود ، وابن ماجه ، والترمذي ، في «الشمائل» والبزار برجال الصحيح ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الأسماء» و «الشعب» ، وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، وابن عساكر عن نبيط بن شريط الأشجعي ، وابن عساكر والإمام أحمد ، في «الزهد» عن الحسن- رضي الله تعالى عنهم : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما نزل عليه : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : صام وصلى حتى تورمت قدماه وساقاه ، وفي رواية : «صام وصلى حتى انتفخت» وفي لفظ : «حتى تفطر ، وفي لفظ : حتى ترم قدماه» وفي رواية : «وتعبد حتى صار كالشن البالي» وفي لفظ : اجتهد فقيل له : يا رسول الله ما هذا الاجتهاد ؟ أتفعل هذا بنفسك ؟ وفي رواية : «أتتكلف هذا بنفسك ، وقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ » قال : «أفلا أكون عبدا شكورا» ، فلما بدن وكثر لحمه صلى جالسا ، قالت : فإذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوا من ثلاثين آية أو أربعين آية ثم ركع . [ ص: 274 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والطبراني ، برجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «قال لي جبريل قد حبب إليك الصلاة فخذ منها ما شئت» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في «زوائد المسند» ومحمد بن نصر ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يدع قيام الليل ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود ، والحاكم ، وصححه وأقره الذهبي ، عن أم قيس بنت محصن- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أسن وحمل اللحم ، اتخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الحسن بن الضحاك ، والنسائي ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال :

                                                                                                                                                                                                                              «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى تزلع قدماه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى- برجال ثقات- عن أنس- رضي الله تعالى عنه قال : «وجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئا فلما أصبح قيل : يا رسول الله إن أثر الوجع عليك لبين ، قال : «إني على ما ترون قد قرأت البارحة ، السبع الطوال»

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو طاهر المخلص ، والدينوري ، وابن عساكر عن شعبة- رضي الله تعالى عنه- قال : «تعبد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاعتزل النساء حتى صار كالشن البالي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها قالت- «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا غلبه نوم ، أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة ، ولا أعلم نبي الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ القرآن كله في ليله ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرا كاملا إلا رمضان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود ، والترمذي والنسائي ، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح» . [ ص: 275 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية