الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ( 153 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره أنه قابل من كل تائب إليه من ذنب أتاه ، صغيرة كانت معصيته أو كبيرة ، كفرا كانت أو غير كفر ، كما [ ص: 137 ] قبل من عبدة العجل توبتهم بعد كفرهم به بعبادتهم العجل وارتدادهم عن دينهم . يقول جل ثناؤه : والذين عملوا الأعمال السيئة ، ثم رجعوا إلى طلب رضى الله بإنابتهم إلى ما يحب مما يكره ، وإلى ما يرضى مما يسخط ، من بعد سيئ أعمالهم ، وصدقوا بأن الله قابل توبة المذنبين ، وتائب على المنيبين ، بإخلاص قلوبهم ويقين منهم بذلك "لغفور" ، لهم ، يقول : لساتر عليهم أعمالهم السيئة ، وغير فاضحهم بها "رحيم" ، بهم ، وبكل من كان مثلهم من التائبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية